الاربعاء 02 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 1 اكتوبر 2024
رئيس تحرير شارلي: لن نصمت ولن يستطيع الإرهابيون إسكاتنا
الارهاب في فرنسا
الساعة 23:17 (الرأي برس - وكالات)

رغم الهجوم التي تعرضت لها "شارلي إبيدو" إلا الصحيفة الفرنسية الساخرة استطاعت أن تعاود الصدور في وقت قياسي وبرقم قياسي بلغ خمسة مليون نسخة. إدارة تحرير الصحيفة أكدت تمسكها بخطها التحريري وبأنها لن ترضخ للإرهاب ولن تصمت. 

لم تمض أكثر من عشر دقائق على افتتاح المتاجر، في العاصمة الفرنسية باريس، حتى بدت علامات الإحباط، على وجوه الطوابير المنتظرة بفارغ الصبر، لصدور العدد الجديد من صحيفة "شارلي إيبدو" التي تعرضت لهجوم إرهابي الأسبوع الماضي. فقد تخاطف القراء الصحيفة الجماهير الساحرة بسرعة، مما حدا بإدارة الصحيفة إلى رفع عدد النسخ المعروضة، من ثلاثة ملايين إلى خمسة ملايين نسخة، مترجمة إلى عدة لغات منها الانكليزية والتركية والاسبانية والعربية.

ولتلبية الإقبال المتزايد على شراء الصحيفة، الذي فاق التوقعات، قررت إدارة الصحيفة توزيع نصف مليون نسخة يوميا، وهو ما يوازي ثمانين ضعف العدد المطبوع للصحيفة قبل الهجوم المسلح والذي كان يبلغ فقط 60 ألف نسخة.

إحدى السيدات التي استطاعت الحصول على نسخة من الصحيفة، من أحد الأكشاك، قبل الذهاب إلى عملها، أعربت عن سعادتها بهذا الفوز وقالت "عادة لا أقرأ هذه الصحيفة، لكن بعد الأحداث الأخيرة، والهجوم المسلح على الصحيفة، أثار الموضوع فضولي".

لكن العدد الجديد من الصحيفة أثار أيضا انتقادات وتحفظات من قبل جمعيات إسلامية فرنسية طالبت المسلمين في فرنسا بضبط النفس، خاصة بعد أن أعتبر البعض منهم أن هذا العدد "مستفزا". يذكر أن الصفحة الأولى تظهر رسما على خلفية خضراء، تقول الصحيفة إنه للنبي محمد وهو دامع العين ويحمل لافتة كتب عليها بالفرنسية " أنا شارلي"، ذلك الشعار الذي تحول إلى رسالة تضامن عالمية مع الصحيفة وضد الإرهاب. وفوق الرسم ظهرت عبارة "مغفور كل شيء".

ا لرسام لوتس صاحب فكرة اللوحة قال "الفكرة تريد توضيح أنه حتى النبي يبكي بسبب هؤلاء الإرهابيين، وعندما كتبت عبارة مغفور كل شيء، لم أتمالك نفسي وبكيت". ويؤكد لوتس أن جميع العاملين بالصحيفة عملوا بجد من أجل إنجاح العمل وإظهار المطبوعة بالموعد المحدد. وطبقا لأقوال رئيس التحرير جيرارد بيارد" فأنه تم الاستعانة، بمواد وأفكار الزملاء الذي قضوا في الهجوم، مشيرا إلى أنه "في هذا العدد لم يمت أحدا، هم هنا معنا، شاركونا كعادتهم في العمل".

رئيس تحرير المطبوعة الفرنسية الساخرة شكر في مقاله الافتتاحي الدعم الذي حصلت عليه الصحيفة، إلا أنه أيضا تساءل عما إذا كان لابد من وقوع عمل إرهابي حتى يعترف الساسة بأهمية العلمانية وفصل الدين عن الدولة. وقال أن الجميع من مختلف الأطياف عبروا عن دعمهم ورفعوا شعار "أنا شارلي"، وكان يجب أيضا أن يفهم من هذا المحتوى أنه أيضا "أنا علماني". بيارد كان قد أكد في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي على أن صحيفته لن تُظهر أي تسامح إزاء الأديان مستقبلا، وأن التجديف بالآلهة هو حق مقدس يجب الدفاع عنه. وأوضح أن العلمانية ليس مفهوما مبهما، بل هو نظام يحتوي على العديد من القيم ومبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة هو المبدأ الأهم للجمهورية الفرنسية.

الرسامون الباقون على قيد الحياة سخروا على صفحات مطبوعتهم البالغة 16 صفحة، من الحادث الإرهابي، ومن الجهاديين ودوافعهم للجهاد، وتم التساؤل في أحد الرسوم "والآن أين الـ 70 حورية؟".

هيئة تحرير شارلي إبدو وجدت من صحيفة " ليبيراتسون" اليومية مقرا لها، من أجل انجاز هذا العدد، وتبرعت بعض المؤسسات الإعلامية للصحيفة بأجهزة كومبيوتر، وذلك بعد أن أغلقت الشرطة الفرنسية مكان الحادث الإرهابي، وختمته بالشمع الأحمر لحين الانتهاء من التحقيقات، كما حظيت المطبعة وأماكن التوزيع لصحيفة شارلي إيبدو بحماية مشددة من الشرطة خوفا من استهداف الصحيفة وعامليها مجددا.

من جانبها ساهمت الحكومة الفرنسية بدعم الصحيفة بحوالي مليون يورو، وتريد دعم توزيع نشر المطبوعات بشكل عالمي. الرسام لوتس قال في المؤتمر الصحفي بمناسبة صدور العدد الأخير، إنه إذا كان هناك من جانب ايجابي للهجوم الذي تعرضت له الصحيفة فهي الدعاية التي حصلت عليها الصحيفة.

وتساءل لوتس لماذا أثار غلاف العدد الجديد حفيظة بعض المسلمين وانتقاداتهم، مؤكدا أنه "مجرد رسم يظهر النبي محمد يبكي. إنه ليس عنوانا يحض على الإرهاب، إنه ليس إرهابيا إنه مجرد رجل يبكي، رجل جيد يبكي، وهو ما نريد إظهاره حتى لو كانت توقعات الآخرين مختلفة".

رئيس التحرير بيارد أكد أن "الصحيفة ستستمر، ولن يستطيعوا قتل شارلي إيبدو، وإن ظن الإرهابيون أنهم بقتلهم لمحرري ورسامي الصحيفة، سيجعلوننا نصمت، فأننا نقول لهم بأنكم لن تستطيعوا إيقافنا وعملكم جعلنا ننتشر بشكل أفضل، ليس فرنسيا فقط بل بستة لغات أخرى من بينها العربية".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر