تعرضت عشرات المنازل الفلسطينية للغرق في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، مساء الجمعة، جراء الأمطار الغزيرة بفعل المنخفض الجوي "هدى" الذي ضرب القطاع منذ يوم الثلاثاء الماضي.

وأفاد مراسل "الأناضول" نقلا عن شهود عيان بأن حي سكني مكون من أكثر من 50 منزلا يقع في منطقة "جميزة السبيل" غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، تعرض للغرق بشكل كامل نتيجة غزارة الأمطار.

وتمكنت طواقم الدفاع المدني من إنقاذ بعض العالقين باستخدام قوارب صيد صغيرة، بصعوبة بالغة بسبب غزارة الأمطار وتعطل مضخات سحب المياه، فيما ظل العشرات من الفلسطينيين في الطوابق العلوية من منازلهم الغارقة.

وتتأثر المنطقة بمنخفض جوي عميق، يؤثر بشدة على الأردن وفلسطين ومصر، وأطلقت عليه دوائر الأرصاد الجوية الأردنية والفلسطينية، وبعض الشخصيات العربية العاملة في مجال المناخ، اسم "هدى".

المسن الفلسطيني يحيى بريكة (62 عامًا) أحد سكان المنطقة المنكوبة، قال لمراسل "الأناضول" بعد أن فشل في  منع تدفق المياه لمنزله: "الأمطار الغزيرة المتواصلة لليوم الثالث على التوالي تسببت اليوم بإغراق أكثر من 50 منزلا، ونحن عالقون منذ الصباح في منازلنا دون أن نتمكن من الحصول على احتياجاتنا من الطعام والماء".

وأضاف "هذه المأساة لايقبل بها أحد. من المسؤول عن هذه المأساة التي نعيشها بات فصل الشتاء يمثل كابوسا بالنسبة لنا".

وأشار بريكة إلى أن الحي الذي يقطن فيه يتعرض للغرق في فصل الشتاء في كل عام منذ 20 عاما الماضية، دون أن يتدخل أحد لحل هذه الأزمة.

ولا يختلف الحال لدى الفلسطيني أحمد خليل (30 عامًا)، الذي أعرب عن غضبه من عدم اهتمام المسؤولين بمنطقتهم التي تتعرض للغرق بمياه الأمطار في كل عام كونها أكثر المناطق انخفاضا في مدينة رفح.

وقال خليل في مقابلة مع مراسل "الأناضول" "منذ بدء المنخفض الجوي يوم الثلاثاء الماضي ونحن نتخوف من هذه اللحظة فقد عانينا كثيرا في الأعوام الماضية من غرق منازلنا بمياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف الصحي".

وكانت عشرات المنازل الفلسطينية، و"كرافانات حديدية" في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، قد تعرضت، صباح اليوم الجمعة للغرق، جراء الأمطار الغزيرة.

وكانت بلدية غزة قد حذرت في وقت سابق، من حدوث أزمات إنسانية، في قطاع غزة، جراء المنخفض الجوي العميق الذي يضرب المنطقة، بسبب ضعف "البنية التحتية" وتضررها بشكل كبير بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

 وبدأت عائلات فلسطينية، منذ الثلاثاء الماضي، بالنزوح من منازلها الواقعة في مناطق منخفضة تخوفا من آثار المنخفض الجوي.