لساعات معدودة، تناسى اللبنانيون، مساء يوم الأربعاء، الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف ببلدهم، مستقبلين عام 2015 بحفلات ساهرة، آملين أن يحمل الخير والسلام.

ساحات وسط بيروت التجاري شهدت احتشاد الرجال والنساء والأطفال، الذين ودعوا عام 2014 بالأغاني وتبادل الهدايا فيما بينهم، واستقبلوا عام 2015 بالمفرقعات والألعاب النارية التي أضاءت سماء المدينة، مع حلول منتصف الليل.

مطاعم وفنادق بيروت، استضافت الحفلات الغنائية لعدد من الفنانين والمطربين اللبنانيين والعرب، مع غياب نجوم الغناء اللبنانيين الأشهر كوائل كفوري وهيفاء وهبي وملحم زين وراغب علامة ومايا دياب واليسا، الذين يحيون حفلاتهم خارج لبنان، فيما أحيا الفنان العراقي، كاظم الساهر، سهر ليلة رأس السنة في كازينو لبنان، شرقي العاصمة بيروت.

وانتشرت العناصر الأمنية في مختلف المدن والمناطق وعلى الطرقات الرئيسية، التي شهدت حالة ازدحام خانقة، كما كثف الأمن من دورياته لمنع المخالفات وخاصة تلك التي تتعلق بالسير والقيادة تحت تأثير الكحول.

وخصصت قوى الأمن الداخلي، في بادرة هي الأولى من نوعها، 100 سيارة تاكسي مجانية لهذه الليلة، تنقل الأشخاص المتأثرين بشرب الكحول من مكان سهرهم إلى منازلهم، تجنبا لقيادة السيارات ومنعا لوقوع الحوادث.

بدروه، استنفر الصليب الأحمر اللبناني كل وحداته، هذه الليلة، حيث وضع فرق الإسعاف والطوارئ في حالة من الجاهزية والاستنفار العام في جميع مراكزه المنتشرة على الأراضي اللبنانية، وعددها 46 مركزاً، مدعمة بـ 120 سيارة إسعاف.

وكالعادة في كل عام، شهدت بعض المناطق اللبنانية، وخاصة ضاحية بيروت الجنوبية، إطلاقا كثيفا للنار في الهواء، مع حلول منتصف الليل، بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والخفيفة، دون الإلتزام بتوصيات القوى الأمنية بعدم إطلاق النار.

يوسف حمادة، قال من وسط بيروت "نحتفل الليلة بوداع عام واستقبال آخر علّ الفرحة ترافقنا دائما، وتزول عنا الأومات التي نعيشها".

وأضاف لوكالة الأناضول متمنيا إنهاء ملف العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية (داعش)" في محيط عرسال المحاذية للحدود السورية، منذ آب/أغسطس الماضي "نحن نفرح الآن، ولكن حال أهالي العسكريين صعب، نسأل الله لهم الفرج قريبا ولكل لبنان".

أما جانيت الخولي، فاعتبرت أن الاحتفال بليلة رأس السنة "أمر طبيعي بالرغم مما نمر به من أحداث وأزمات"، مضيفة "هذه هي الحياة".

وقالت الخولي للأناضول، "يحق لنا أن نفرح ونسهر ليلة واحدة في العام، عسانا ننسى ما نعانيه من مشكلات لعدة ساعات على الأقل"، مشددة على أن "اللبنانيين محبون للحياة بطبيعتهم".

ويعيش لبنان أزمة سياسية حادة، فشل خلالها النواب على مدى 16 جلسة لمجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد، منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو/آيار الماضي.

ولا يزال تنظيما "جبهة النصرة" و"داعش" يحتجزان 17 و6 عسكريين على الترتيب، بعد أن أعدم كل منهما عسكريين اثنين.

وتم اختطاف عدد من العسكريين اللبنانيين، خلال الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش اللبناني وتنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش"، في عرسال اللبنانية الحدودية، بداية شهر أغسطس/ آب الماضي واستمرت 5 أيام، قتل خلالها ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش، وجرح 86 آخرون، وعدد غير محدد من المسلحين.