الاربعاء 02 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 1 اكتوبر 2024
ضابط جنوبي: أثناء رفع علم الوحدة همس د. ياسين في أذني : " أنزل العلم ببطء لأن إنزاله بسرعة يعني سقوط دولة
الساعة 16:13 (الرأي برس- مدين الردفاني)

كشف الضابط الجنوبي السابق - الذي اُختير ضمن الحرس الشرفي الرئاسي المكلف بالمشاركة بمهمة إنزال عَلَم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ورفع علم الوحدة ، في 22 مايو 1990م يوم إعلان الوحدة - العقيد ” عبد القوي علي ناشر” ، عن تفاصيل هامة للحظة إنزال علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ورفع علم الجمهورية اليمنية  والتي لم تنشر من قبل وذلك في زيارة خاصة أجرتها الصحيفة إلى منزله ، والسبب الذي دعا العقيد عبدالقوي ناشر إلى الإفصاح عن هذه الأسرار هي براءة الذمة حتى يشهد التاريخ لوقائع تلك اللحظات التاريخية التي ظلت مخفية من الزمن ، كما يقول -“ناشر” : ( ليس بحثاً عن الشهرة أو المطالبة بمنصب أو رتبة فالأمر لا يتعلق بأي غرض أريده إطلاقاً فقد رفضت التعريف بنفسي في أكثر من موقف ، وقد حاولت عدد من الصحف الإخبارية الرسمية والمستقلة إجراء مقابلات معي حول لحظات رفع مراسيم العَلَم فرفضت ذلك وفضّلت الصمت ، إلى أن ألزمني الموقف والتاريخ بالإفصاح عن ما جرى في تلك اللحظات ليشهد التاريخ "…

تفاصيل لحظة إعلان الوحدة ورفع العَلَم

يبدأ العقيد “عبدالقوي ناشر” بشرح تفاصيل لحظات إعلان الوحدة ورفع العَلَم في ساحة القصر الجمهوري بعدن فيقول :(( كنت ضابطاً في الكلية العسكرية في ذلك الوقت ، وقد فوجئت قبل إعلان الوحدة بيومين أنه تم اختياري لأكون ضمن حرس الشرف الرئاسي ، وحينها كنا نجهل مهمتنا في ذلك ، وقد تم التجهيز لهذا الحدث دون أن نعلم ، وفي صباح إعلان الوحدة تواجدنا في ساحة القصر الرئاسي في التواهي ، لتأدية مراسيم العَلَم ، حيث أتاني مدير مكتب رئيس الوزراء في ذلك الحين ” جعفر باصالح” وشرح لنا الدور الذي يجب أن نعمله خلال مراسيم العلم …وعند وقوفي أمام سارية العَلَم قبيل قدوم “علي عبدالله صالح” قدم إلي الدكتور “ياسين سعيد نعمان ” وقال لي بالحرف الواحد : (( أنزل علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ببطء ورفق وتأني لأن إنزاله بسرعة يعني سقوط دولة!ّ))

وعند اكتمال الحضور بدأت مراسم العَلَم ، حيث عزف السلام الجمهوري لنزول علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، حيث كان في البداية دولة المهندس “أبو بكر العطاس” ممسكاً بخيط العلم ، فيما كنت أنا ممسكاً بالطرف الآخر ، وعند إنزالنا للعَلَم تعثّرت عملية نزوله لمدة عشر دقائق ، حيث ظللنا نحاول إنزاله دون أن يتحرك الخيط العالق ، وبدأ كل واحد من الحاضرين يأتي بحل للمشكلة دون جدوى ، وحينها نطق “علي عبدالله صالح الذي كان بجوار البيض وقال : (( يظهر أن هذا العَلَم عويس لا يريد النزول! ))

فضحك البعض ، وبعد وقت ليس بقليل تم تحريك العَلَم وقمت بإنزاله وتعطيفه وتقبيله بكل احترام وضممته إلى صدري – حسب تعليمات مدير مكتب العطاس لي – وفي نظرة خاطفة للحاضرين رأيت علامة التجهم تبدو على وجوه بعضهم ، فيما البعض الآخر كانت علامات الحزن والخوف من المجهول على وجوههم…"

صالح يرفع العَلَم بدلا عن الجميع:

يواصل العقيد “عبدالقوي ناشر” حديثة : ((بعدها كان من المقرر أن يتم رفع العَلَم على درجات بحيث يقوم جميع أعضاء الرئاسة برفع درجة محددة من الارتفاع ، وفي النهاية يقوم “علي عبدالله صالح ” برفع نهاية العَلَم ، ولكن لمداهمة الوقت لنا اقترح الحاضرون أن يرفع “علي صالح” العَلَم بدلاً من الآخرين ، وعندما رفع العَلَم رأيت ثلاث رسائل من الدموع تنهمر ، والتي وقفت على الخد ، ودموع وقفت حائرة لا تعرف إلى أين تذهب، ودموع ظلت حبيسة الكتمان) ..

هذه هي شهادة العقيد الجنوبي ” عبدالقوي ناشر” لأحداث ظلت مخفية أثناء لحظات رفع العَلَم ، والتي لم تظهرها الصور وتسجيلات الفيديو ، اليوم عبدالقوي أب لخمسة أولاد ويمكث في بيت متواضع في مدينة عدن بمديرية خورمكسر.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر