السبت 05 اكتوبر 2024 آخر تحديث: السبت 5 اكتوبر 2024
بمناسبة يوم التراث العالمي 18 أبريل.. الحرب تدمر التراث وحامله الإنسان
الساعة 23:01 (الرأي برس ـ خاص)

فيما تحتفل شعوب وبلدان العالم اليوم 18 أبريل باليوم العالمي للتراث ، يتعرض التراث اليمني والآثار والمعالم التاريخية والإنسان معاً لحرب إبادة شاملة وغير مسبوقة في تاريخ هذا البلد الذي طالما أكتنز وتباهى وتفاخر بموروثه المادي واللامادي ، عبر القرون . 

إن الحرب التي تشهدها اليمن منذ أكثر من عام خربت وأحرقت وفجرت ودمرت الكثير من المواقع الأثرية والمدن التاريخية ، والمتاحف ، والمكتبات والمساجد والمؤسسات الثقافية ، والإذاعات ، والكنائس، وأماكن العبادة الأخرى ، والمقامات الدينية لكبار الصوفية ، ..الخ . 

وعلاوة على ذلك ، فقد طاول القصف بنيران المدفعية والصواريخ من الأرض والسماء ، القلاع ، والحصون ، والمواقع الأثرية بعضها دخلت قائمة التراث العالمي ، استخدم الكثير منها كثكنات عسكرية في قتل المدنيين ، كما استخدمت الجرافات والمعاول ، والديناميت في تفجير المساجد والبيوت القديمة ، والقبور ومقامات الأولياء . 

كل الأطراف استباحت الذاكرة التاريخية لليمن واليمنيين وكلها مدانة ، وبالدرجة الأولى ذلك الطرف الانقلابي الذي أشعل فتيل الحرب وحرك جحافل ميلشياته المسلحة لغزو المدن بعد إجتياح صنعاء في 21سبتمبر 2014 ، وخطف الدولة والدستور ، ونهب واستملك مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الثقافية المختلفة والمدن التاريخية : مليشيات الحوثي، وكتائب المخلوع علي عبدالله صالح "عفاش" ( الحوث – فاشي) .

فللمرة الأولى 2015 -2016تعرضت مواقع ومعالم تاريخية هامة للتدمير والعبث كآثار الدولة الرسولية في تعز ، ولأول مرة تقصف قلعة القاهرة أهم معلم أثري في مدينة تعز واليمن أكثر من مرة ، عندما تحصنت بها مليشيات الحوثي والمخلوع لتقصف المدينة والمدنيين . ولأول مرة تستهدف الكنائس والمعابد في عدن من قبل الجماعات المسلحة للقاعدة ، ومليشيات ( الحوث – فاشي ) . ولأول مرة تقصف مدينة صنعاء التاريخية ودار الحجر ، ومدينة كوكبان بعد أن تحولت إلى ثكنات عسكرية حربية / مخازن أسلحة ، أما صعدة فهي مثخنة بحروب مختلفة يقصف جديدها والقديم وحالها في علم سيد الكهف . 
ولأول مرة خلال عام تدمر وتفجر المساجد القديمة ويغتال علماء الصوفية ، وتفجر مقاماتهم التاريخية في حضرموت وشبوة وتعز وعدن .. 

ولأول مرة يدمر سد مأرب ، وحصون صرواح ، ومدينة براقش ـ وإذاعة تعز وإذاعة حضرموت ، وقلعة باجل / ومتحف ذمار الإقليمي ، والمتحف الحربي بعدن ، وقلعة صيرة ، ورصيف السياح بالتواهي ، ومكتبة السعيد ، والمتحف الوطني بتعز وقصر صالة ومقامات الأولياء بهذه الكثرة والمنهجية في حضرموت وشبوة ، وتعز ..الخ من معالم التراث الثقافي اليمني .

هذه الذاكرة التاريخية العريقة قاومت لقرون عوامل التعرية الطبيعية وعوامل التعرية البشرية من إهمال وعبث وتهريب وسرقة ..الخ . إلا أنها خسرت الجولة أمام هذه الحرب الساحقة الماحقة للأرض والإنسان.

لهذا نطالب كل الأصوات المدافعة عن حق الإنسان في الحياة ، وحقه في الثقافة والجمال ، أن تنبذ صوت الواحد المدمر ، صوت الحرب والمليشيا : " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة " .. لقد آن الآوان بعد أن فقدنا الإنسان وروحه ، وتاريخه ومدينته وبيته ومدرسته وهويته أن نسارع ونوجه نداءً إنسانيا للعالم بمنظماته المدنية من اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم ، والالكسو ، وغيرها من المنظمات المحلية والدولية، العمل والتدخل الفوري لإلزام المتحاربين بالكف عن تدمير ما تبقى من تراث اليمن ، وإجبارهم على ذلك بموجب اتفاقية "لاهاي" لحماية الممتلكات الثقافية 1954 . 

نعم لوقف هذه الحرب المدمرة لذاكرة اليمن واليمنيين ، والتي شاركت فيها كافة أطراف الحرب : 
- جيش ومليشيات الحوثي وصالح 
- قوات التحالف 
- جماعات القاعدة وداعش وتوابعها .
ونعم لإيقاف نزيف المؤسسات الثقافية والمتاحف كونها تحت قبضة المليشيات أو سائبة تتعرض للنهب المنظم والضياع . 
أروى عثمان 
18 أبريل 2016

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص