الاثنين 07 اكتوبر 2024 آخر تحديث: السبت 5 اكتوبر 2024
«الفلنتاين» في اليمن .. «حب» و «حرب» .. «ورد» و «بارود »!!
الساعة 10:50 (الرأي برس- تقرير- عبدالحافظ الصمدي)

لا يمكن ارجاء الحب لأجل الحرب ومطالبة بائع الورد بإغلاق حانوته فيما نرتص طوابير طويلة أمام متاجر بيع البارود ورصاصات الموت ويستمر الاحتشاد اما قنينات الموت طوال العام وليس هناك من يعترض ولا مستنكرون..

 

لكن احد الناشطين اليمنيين يقول ان مواسم الحب تلاشت تماما ، لامجال للاحتفاء بهكذا مناسبة ، فنحن مصلوبون على جدران الموت والرعب ، ومحشورون يوميا في مواكب عزاء لا تنتهي ، يطالب الورود الحمر وبائعيها السماح حتى إشعار آخر..

 

عيد فالانتاين أو ما يطلق عليه “عيد الحب”، ووفق ما تقوله الروايات فإن القديس فالانتاين قام بتزويج الجنود سراً عندما منعهم الامبراطور من الزواج، وأصبح عيداً لدى كثير من الناس..

 

عيد الحب ( فالنتاين) حل هذا العام في اليمن وسط أوضاع مختلفة وحروب تشهده معظم المحافظات اليمنية منذ قرابة عام.

 

أوضاع أخفت الكثير من مظاهر الفرح والسرور في بلادنا وحضر معها الدمار والاحزان والخراب، لكن رغم كل ذلك تقول أشجان الصريمي ” رغم عام من الحرب .. لازلنا نحب “.

• الصلاحي: الحب مشرعن في ثقافتنا..

من جهته يقول الدكتور فؤاد الصلاحي استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء ان عيد الحب في مجتمع تنتشر فيه مظاهر القتل والتدمير والمذهبية المقيتة والعصبية القبلية قد يراها البعض غير مبررة لكني ارى ان الاحتفال بالمناسبات الجديدة وفق جماعات ليبرالية من الشباب وممن يتقبلون هذه الرؤى والمفاهيم ومحاولة انتشار ها في عموم المجتمع يجلب معه عمل ثقافوي يكسب الافراد افكار وقيم جديدة تناهض قيم البداواة والقبيلة من التعصب والثأر والحروب الهمجية والادعاءات المزيفة عن اصول لجماعات بذاته .

 

ويضيف: الحب والتسامح والمدنية والمواطنة يجب ان تكون في اولوية اهتمام نشطاء المجتمع المدني والاعلام ..وللعلم كان للحب والغزل في تاريخنا العربي اهمية كبيرة مشرعنة ثقافيا وكانت القصائد والاشعار يتم حفظها في عموم المجتمع واهمها تلك الموصوفة بالمعلقات السبع …. مردفا: حبوا ..تصحوا …

 

• تهادوا تحبوا..

 

ويقول عمر السلامي لسنا بحاجه لفلنتاين حتى يعلمنا الحب لان النبي (ص) علمنا الحب حيث قال “لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا. هل ادلكم على عمل اذا فعلتوه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم” وقال ” لن يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه” وقال”تهادوا تحابوا”.

 

بدروه كتب فارس الشعري الذي يعاني الغربة والفراق خارج بلاده ” ويبقى الحب زاداً في زمن الحرب، والورد ثقافة نسترد من خلاله روح الابتسامة .

 

أما روان محمد فقد بدأت متأثرة بالوضع المأساوي في البلد حيث اعتبرت ان الوضع الحالي من دماء ودمار و أشلاء بامتداد اليمن ، فقر وبؤس وتوحش ، قلوب تنزف بلون من تزهق أرواحهم في كل يوم أن كل ذلك افقد الفرح واي مظاهر للاحتفاء به.

 

• شحرور يحث على التآخي في الانسانية..

 

المفكر الاسلامي السوري محمد شحرور يقول في عيد الحب ان ما قام به القديس فالانتاين من أنبل الأعمال، مشيرا الى ان ذلك الفعل النبيل أصبح عيداً لدى كثير من الناس، والأحرى أن يكون عندنا، متسائلا: أفلا يحق لنا أن يكون لدينا يوم نحب بعضنا بعضاً وننسى فيه تعابير مثل: النواصب، الروافض، المعتزلة، الزنادقة، المرتدين، الأصوليين، العلمانيين وغيرها، فكل هذه الألقاب لها صفة تاريخية سياسية لا علاقة لله ولا بمحمد (ص) بها، وكل من هؤلاء يحل دم الآخرين فيما كلهم يعتبرون أنفسهم مسلمون حسب تعبيره.

 

وقال: ألا يحق لنا أن نقول عن الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن عائشة وحفصة وفاطمة {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (البقرة 134)؟ فكل المذكورين والصحابة وغيرهم صاروا تحت رحمة عزيز مقتدر رحمن رحيم، وأعتقد أن التعصب لأي واحد منهم لا يستحق أن يهدر فيه نقطة دم واحدة، ولا يفيدهم شيئاً، لكنه يضرنا نحن.

 

واضاف: كذلك فإن الله حدد الحرام وفتح الحلال، لذا فالاحتفال بالأعياد وإطلاقها هو حق للجميع، وللفرد الحق أن يحتفل بعيد ميلاده، وحق للأمة أن يكون لها عيد وطني تحتفل به، وحق لكل ملة أن يكون لها أعيادها الدينية، ومفهوم البدع في الأعياد مفهوم باطل وهمي، فالبدع في الشعائر فقط، وما عدا ذلك فهناك الإبداع.

 

وطالب الدكتور شحرور في التآخى في الإنسانية مع جميع الناس.

 

• بسمة عيد..

واحتفل الكثير من اليمنيين في 14 من فبراير الحالي بعيد الحب هذا العام بين كل هذا الركام والأشلاء المتطايرة..حين اطل الفلنتاين كبسمة عيد ممتدة الى حيث السلام والإخاء.. ان الحب لدى المحتفين بعيد الفلنتاين هو الخلافة والهدف الاسمى والأنبل.. انهم يواجهون بأحزمة الورود الناسفة لكل الافكار القاتلة، عساها تغسل من قلوب اعداء الحياة كل هذا الصدئ العالق بسبب السياسة والمصالح والمذاهب والطوائف.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص