الثلاثاء 08 اكتوبر 2024 آخر تحديث: السبت 5 اكتوبر 2024
البروفيسور العسلي لــ"الرأي برس": هناك أربع مجموعات من شياطين الأنس تؤجج بؤر العنف في العالم العربي
الساعة 21:26 (الرأي برس ـ نبيل الشرعبي)

في حديث خاص لــ" الرأي برس"، حول العنف في الوطن العربي، قال البروفيسور سيف العسلي والذي كان يشغل منصب وزيراً للمالية سابقاً، وكان وما زال يشغل منصب استاذ الاقتصاد بكلية والتجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء: يتسأل الكثير عن الأسباب التي تقف وراء هذا العنف الأهوج، الذي يعم الوطن العربي والعالم الاسلامي، والذي صار يقتل فيه المسلم المسلم، والسني السني والشيعي الشيعي، واليمني اليمني والليبي الليبي والمصري المصري... إلخ.

وأضاف العسلي: نقول إنه لا مبرر لهذا العنف لا دينياً ولا منطقياً ولا عقلياً ولا حدود له أو نهاية له، إذ البعض يفسر ذلك بربطه بالصهيونية أو ما يطلقون عليه الماسونية، والعالم الغربي – أميركا والدول الكبرى الغربية، وبعض يربطه بالجن وأخر بالمعاصي وغيرهم بالذنوب، ويمتد الربط إلى أمور تبعث من السخرية ما يكفي للتأكيد بضحالة التفكير، كان يظهر من يقول أو يبرر القتل باسم الله واقامة شريعته وغير ذلك.
وحد قوله حقيقة الأمر تلغي كل هذه الترهات بعضها البعض، وهذه الأسباب والمبررات الواهية، تلغي بعضها البعض، فالله سبحانه وتعالى لا يحب لعباده القتل، ولا يبرره ولا يحبه، ولذلك فإن الله بريء من كل تقول وادعاء، فالله سبحانه وتعالى لم يقر إلا العدل والسلام، فكيف يتم الجمع بين النقائض، فلا يمكن أن يكون الله مع القاعدة أو الصهيونية أو الماسونية أو أميركا أو كل من يدعي أنه إنما يقتل بأمر الله.

ويقول العسلي الله خير ولا يبدر منه سوى الخير، وما يبدر منهم الشر بعينه، والشر لا يبدر إلا من الشيطان، ومن المسلم به الشيطان وحده هو الذي يحب القتل والشر، ويحب ان يلعب على كل الأطراف، وحياته قائمة بالتناقضات، وعليه فهو ضير وزلل، ويهدف إلى العنف والدمار والقتل وتدمير الحياة السوية.

وأفاد العسلي نحن هنا نكرر أن كل الأسباب التي تريد ان تربط هذا العنف بالله، باطلة لأن الله لا يريد سوى الخير والسلام والحب والأمن، أما الشيطان فإنه مع الهوى مع الكبر، مع الظلم والقتل والإقصاء والتدمير.. ومن خلال هذا نخلص إلى تأكيد أن السبب الحقيقي الذي يؤجج ويقف خلف بؤر العنف في الوطن العربي والعالم الاسلامي هو الشيطان.

وحسب قوله بما أن الجميع يدرك ويقر بأن الشيطان لا قدرة له على كل ذلك بنفسه، ولا يمكن أن يفعل شيء بنفسه، ولكنه يفعل ذلك من خلال الإنسان، وعليه فإن ضرر شياطين الأنس هو الظاهر والفاعل والكائن، وشياطين الأنس هم من يؤججون ذلك، وهنا نصف شياطين الأنس إلى أربعة مجموعات.

المجموعة الأولى من شياطين الأنس
وأفاد العسلي أن المجموعة الأولى من شياطين الأنس تتمثل في: داعش والقاعدة واخواتها، والإخوان المسلمين ومن تبعهم أو والاهم، وهناك دولة إقليمية تدعم الشق الثاني من صنف شياطين الأنس رقم واحد، وقد استمرأت هذه الدولة العمل الشيطاني، وقد وسوس لها الشيطان ان تمارس دور دولة عظمى اقليماً، مع أنها دولة صغيرة لا تملك سوى المال ومخزون هائل من ثروة النفط والغاز.

وحسب العسلي استغلت هذه الدولة فائض الثروة هذا، للقيام بدورها الشيطاني، مكرسة الدور الإعلامي في لممارسة دور الشيطان الأكبر في المنطقة، من خلال بوقها ووسائل إعلامها الموجهة للقيام بدور الشيطان في المنطقة، ونشر الفبركات والأكاذيب والتضليل، ومارست أساليب نكرة لخدع الناس.

واضاف فكان هذا الدور أكبر من حجم هذه الدولة، وغير منضبط بأخلاق الدولة أو الحيادية، بل كان مرتبطاً بالضوضاء ومنفلت، لأنه في هذه الدولة لا يٌقر بدين أو شريعة غير دين وشريعة الحاكم المطلق بعرفهم، كما أنه لا يوجد دستور أو قوانين تحكم وتضبط دور الحاكم، غير رغبة الحاكم.

وختم حديثه عن المجموعة الأولى من شياطين الأنس بالقول: نتاج لما أشرنا إليه سلفاً يجري نقل الأحداث بغير مصداقية ولا انضباط، ولأنه مسموح لكل الأفكار الشيطانية أن تنفذ بغض النظر عن صغرها أو كبرها، فقد استفردت هذه الدولة بدور إدارة الحرب القذرة، وهو ما بعني أن من يدير هذه الحرب هو الدولة هذه ووسائل إعلامها، وليس القائم بالحرب والذي له أهدافه المختلفة والخفية، حتى صار من يمارس هذه الحرب ظاهراً هو القائم بها ومن يديرها فعلياً هو هذه الدولة، وانعدمت المسؤولية وغدا من يمارس الحرب أعمى، ومن يدرها أعمى بل أكثر عماءً، مما صار من المستحيل ايقافها والتحكم بها.

المجموعة الثانية من شياطين الأنس
ويقول العسلي إن المجموعة الثانية من شياطين الأنس: يتمثل في ايجاد تحالف دولي يعمل على قعم تطلعات الشعوب في المنطقة، وتولى كبر هذا الدور دولة إقليمية معروفة، وعن طريق شراء الأسلحة والصفقات تم تجيير المجتمع الدولي ضد تطلعات أبناء المنطقة، بل وتطلعات أبناء هذه الدولة نفسها، في أن يكون لهم دولة ديمقراطية تفرضها ضرورات الحال.

وحد قوله هدف هذه المجموعة  من هذا الفعل الشيطاني، أن تبقى مهيمنة على المنطقة وتضمن عدم حدوث أي تغير في نظام حكمها، ولأنها تملك ثروات نفطية هائلة تعود عليها بدخل كبير للغاية أحدث لديها طفرة في فائض الثروة، فقد سوقت نفسها على أنها الضامن الوحيد لاستقرار المنطقة، وبالتالي استقرار ضمان تدفق المشتقات النفطية للقوى العالمية، كما عملت على اضعاف دور كل دول المنطقة لتبقى هي الأقوى والمهيمنة الوحيدة.

وأضاف العسلي لكن هذه الخطة كان ينقصها الانسجام والتوافق، فهي بالداخل تدعي أنها حامية الدين، وفي الخارج تقول إنها غير متدينة، ولا تلتزم بالدين اطلاقاً، وهنا إن كانت نجحت في الماضي في تسويق ذلك، فإنه من الصعب الأن الاستمرار في تسويق ذلك، وقد صار لزاماً عليها إما تكون متدينة أو غير متدينة، كونها لا تلتزم لا بالدين ولا بالقوانين ولا بالدستور، وهذه الفوضى تهيء المناخ للعنف.

المجموعة الثالثة من شياطين الأنس
وفي حديثه عن المجموعة الثالثة من شياطين الأنس، قال العسلي: فلأنها تعادي الدين صراحة، ولا يوجد لها ثقل ديني فقد لجأت إلى المرتزقة ( بلاك وتر)، لتلعب دور عنفي وتزويري ليكون لها دور وثقل في المنطقة مثل أختيها، ولا هدف لها غير التدمير، فالمرتزق لا يهمه التدمير والعنف، وإنما يهمه المال فقط.

المجموعة الرابعة من شياطين الأنس
أما المجموعة الرابعة من شياطين الأنس حد قول العسلي: فتمثل في استحضار الحقد من التاريخ( الحسين- كربلاء..... إلخ)، وهذا التوجه وإن كان يبدو غير منضبطاً لتبرير موقفه من القتل، فإنه ليس له ضابط، وهذه المجموعة ما يربطها مع أخواتها السابقة هو القتل، وحين يكون القتل هو الجامع لهذه المجموعات من شياطين الانس، فإنها لا تختلف في ما تقوم به، مهما كان مبرر ومسوغ وشعار كل مجموعة، فهي لا هدف لها غير القتل.

وأضاف ونحن هنا نخلص إلى القول بأن بؤر العنف في الوطن العربي والعالم الاسلامي، مرده ومصنعه هو هذه المجموعات من شياطين الأنس، التي يلتقي هدفها في القتل، وأن يكون القتل هو الغاية والهدف والمقصد، ولا شيء أخر يبطن توجهاتها، لكي تضمن بقاءها وتربعها وتفردها بخيرات المنطقة وحكمها.

وختام العسلي حديثه لــ" الرأي برس"، مشيراً إلى أن تجريم القتل هو البوابة الوحيدة، والمنفذ الفعلي للخروج من ثقافة القتل، والتحول نحو ثقافة السلام والأمن والاستقرار والنماء، وليس ببعيد تجربة أوروبا التي غرقت لقرون في ثقافة القتل، حتى وصلت كافة الأطراف إلى قناعة أن قادة القتل عليها، فعمدت إلى نسيان ماضيها والتحول نحو ثقافة السلام والأمن، لتصبح بما هي عليه اليوم من تقدم ونماء وتعايش بسلام.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/12/18
بفسور مثله
لو غاب الاختصاص حضرت الهرطقة
اخي البرفسور تحدث في مجالك فاني والله محتار بتصنيفاتك التي لاتستند على البعد التاريخي للصراع بين الامم والطوائف وتعتمد بتشخيصاتك على اخبار الصحف فانت بحق متابع جيد للاخبار وقارئ سيء للتاريخ
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص