حتى وإن جمعهما الحب، تبقى نظرات الناس وتعليقاتهم المحرجة العامل الأساسي في فشل ارتباط الرجل قصير القامة بمن هي أطول منه، إنها ثقافة مجتمع !

يشير هيثم علي ، مهندس كهرباء ، أنه كان ينجذب كثيراً إلى طويلات القامة رغم قصره ولكن النصيب جعله يتزوج بامرأة قصيرة ، مؤكداً أنه لو كان صادف قصة حب أسطورية بطلتها فارعة الطول كان سيتزوجها على الفور دون الالتفات إلى عُقد المجتمع .

أما كريم الذي بلغ 36 عاماً ، يخالف هيثم في الرأي قائلاً : “لماذا أرتبط بمن هي أطول مني، وأتعرض للسخرية؟”

خجل المرأة من سخرية الآخرين لا يقل عن الرجل ، وهنا يُفرض عليها أحذية مجردة وتحرم من الكعب العالي رمز الأنوثة ، ولعل أبرز مثال النجمة الاسترالية نيكول كيدمان الزوجة السابقة للنجم توم كروز والتي تفوقت عليه في الطول ، حين قالت بعد الطلاق إنها أخيرا ستتمكن من ارتداء أحذية بكعوب عالية، في إشارة إلى أنها حرمت من هذه الموضة خلال فترة زواجها.

علاقة الحب بالطول

لا علاقة بين مشاعر الحب والإعجاب وبين الطول والقصر ، هذا ما يؤكده الخبير النفسي الدكتور علاء مرسي، مشيراً ، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أن أجمل الجميلات قد يرتبطن بأزواج لا يتمتعون بالوسامة،

وتابع قائلاً : “أن يكون الرجل أقصر من زوجته حتى ولو ببضعة سنتيمترات قليلة، فتلك مسألة قد يرفضها المجتمع العربي الذي يعتمد على مفهوم تفوق الرجل في كل شيء، القوة والسيطرة والقوامة والطول أيضاً. وتزداد المشكلة لدى بعض الرجال إذا كانت زوجاتهم يتمتعن بدرجة عالية من الجمال اللافت للأنظار، فإذا لم يكن الزوج شديد الثقة بنفسه، ومقدراً لإمكاناته وحب زوجته له، فإن الأمر قد يسبب له بعض الأرق أو الحرج من الخروج معها في مناسبات عامة، مع أنه لا علاقة للمشاعر العاطفية بالطول أو القصر. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض التجارب التي قد يمر بها هؤلاء الرجال من رفض نساء الارتباط بهم بسبب فارق الطول، قد يسبب لهم بعض الحرج من الارتباط بامرأة طويلة، حيث تصر بعض النساء على صورة فارس الأحلام الممشوق القامة”

التوافق ونجاح العلاقة

من جانبه يرى الدكتور بهاء الدين منير، الاختصاصي في الطب النفسي أن التوافق الجسماني بين الأزواج لا يعتبر عاملاً حاسماً في شكل العلاقة ونجاحها بين الأزواج.

مضيفاً : «لا أعتقد أن قصر قامة الزوج يمثل عاملاً أساسياً في إحساس الرجل بالحرج من طول زوجته، طالما توفر الانسجام الروحي والنفسي بينهما. كما أنه ليس بالضرورة أن يكون فتى الأحلام بقامة نجوم السينما مثل صمويل جاكسون أو نيكولاس كيج. لكن قد يكمن اهتمام البعض بمسألة طول الزوج في تلك الصورة النمطية للأزواج في ذهن المرأة التي ارتبطت بمواصفات مختزنة منذ الطفولة، تبدأ بصورة الأب وما يتلوها من صور أخرى تضاف إلى ذاكرة الفتاة من صور نجوم السينما أو الرياضة. لكن من الممكن لأية زوجة تعاني من تلك المشكلة مع زوجها الذي يقصرها في الطول أن تتجنب الكعب العالي لدى اختيارها أحذيتها، حتى تقلص الفارق، كما يمكنها تعزيز ثقته بنفسه بين الحين والآخر إلى جانب بثه مشاعرها وإعجابها بصفات في شخصيته تميزه عن غيره، وبالطبع لا داعي لإبداء عبارات الإعجاب بأصحاب القامات الطويلة في حضوره حتى لو كانوا من النجوم في عالم السينما والرياضة”.

رغتبهم في التسلط

بعيداً عن نظرة المجتمع الساخرة لزواج القصير من امرأة طويلة ، يفضل غالبية الرجال الزوجة قصيرة القامة لأسباب عديدة أهمها سهولة السيطرة عليها.

متخصصو علم النفس يؤكدون أن الرجل يفضل أن تكون المرأة أقل منه حجماً ، لرغبته في الشعور بالسيطرة عليها وبأنه أقوى جسدياً، موضحين أن ذلك هو ما يستقر بداخله لا شعورياً ولا يفصح عنه حتى لو أعجبته الفتاة الطويلة ممشوقة القوام وشعر بأنها أكثر جاذبية بالنسبة لـه، فهو يرغب دائماً في الفتاة الأقل منه حجماً، ليشعر بقدرته على احتوائها أيضاً.

وفي الوقت نفسه يخشى الرجل طموح المرأة الطويلة ، حيث أظهرت دراسة اسكتلندية جديدة، أنّ النساء الطويلات أكثر طموحاً واجتهاداً في أعمالهن، وأقل ميلاً لتكوين عائلة من نظيراتهن القصيرات.

في النهاية .. هل تقبلين بالزواج من رجل أقصر منكِ ؟ وهل ترين التوافق في الطول هاماً في الزواج رغم تواجد الحب ؟